hhhh

4587

juiol

مصادرة أمواله وهجرته إلى مكة


مصادرة أمواله وهجرته إلى مكة

بعد أن فشلت الثورة تعرض المسلمون لسخط الإنكليز الموتورين الذين يعدون المسلمين هم أصحاب الفكر والقيادة في الثورة والمواطنون تابعون لهم، ونصبت
أعواد المشانق للعلماء والمجاهدين في قرية بنجيت، لذلك كله اضطر الشيخ رحمت الله إلى الاختفاء مع بعض المجاهدين في قرية (بنجيت) وجاء الإنكليز إلى قرية كيرانه وفتشوها بيتا بيتا، ولما فشلوا في العثور على الشيخ رحمت الله توجهوا إلى بنجيت فطلب عمدتها من الشيخ رحمت الله أن يتزي بزي الفلاحين ويخرج للعمل في الحقول فعمل الشيخ بمشورته ومرت قوات الإنكليز على الشيخ رحمت الله فسألوه وزملاءه عن الشيخ رحمت الله ولم يعرفوه، ثم سألوا النساء والأطفال فأنكروا معرفتهم لهذا الاسم ثم قاموا بتفتيش القرية واستفزاز أهلها بالنهب والتهديد بالقتل، وقبضوا على أربعة عشر شابا كرهائن، فأراد الشيخ أن يسلم نفسه للإنكليز لكن العمدة أخبره بعدم مبالاة أهل القرية ولو أعدموا كلهم، ولما يئسوا من العثور عليه أطلقوا سراح المعتقلين، وقبضوا على العمدة بتهمة إخفاء الشيخ، ورفعوا أمر الشيخ إلى المحكمة بتهمة قيادته للثورة وإحداث الشغب والخروج على القانون، وأعلنوا عن جائزة مقدارها ألف روبية هندية لمن يأتي بالشيخ حيا أو ميتا (وكان ذلك المبلغ كبيرا في ذلك الوقت) ولكن بلا جدوى فزادت نقمتهم على المسلمين وبالذات في مقاطعة كيرانه لا لشيء إلا لأن الشيخ ينتسب إليهم، وبثوا عيونهم للتحري عن الشيخ، لكن الله هداه لأن يغير اسمه باسم مصلح الدين، ويخرج مارا بالقرى والفيافي إلى سورات، ثم إلى مومباي (بومباي سابقا) وقد رأى فتك الإنكليز بالمسلمين وذبحهم للعلماء على قارعة الطريق، ومن مومباي ركب زورقا شراعيا إلى الميناء اليمني (مخا) لأن السفينة التي تبحر من (بومباي) إلى جدة قد فاتته، بالإضافة إلى أن ميناء بومباي يغص بالموظفين والجنود الإنجليز. ولما وصل إلى مدينة مخا اليمنية المطلة على البحر الأحمر سافر برا إلى مكة المكرمة فوصلها بعد سنتين من السفر المضني بين البر والبحر، سنة 1278 هـ مهاجرا إلى الله، تاركا ممتلكاته الثابتة والمنقولة التي قام الإنكليز بإحصائها وإعلانها للبيع بالمزاد العلني، فبيعت بألف وأربع مئة وعشرين روبية وقيمتها الحقيقية عشرات الألوف لما فيها من القصور والمزارع.

0 التعليقات:

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites