اشتراكه في الثورة وقيادته لفرق الجهاد
كان للعلماء في الهند دور كبير في إشعال الثورة ضد الإنجليز سنة 1857 هـ، وكانوا يُفتون بوجوب الجهاد وأن الإنجليز يُعدون محاربين للإسلام، وقد أصدروا في ذلك
البيانات الكثيرة، وألقوا الخطب ووزعوا المنشورات الداعية لذلك. وكان الشيخ رحمت الله الذي إنتصر على المنصرين في الهند أول المجاهدين بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله، لإخراج المستعمر من أرض الهند، فقام بإعلان الثورة على الإنجليز وحث المسلمين على بذل أرواحهم وأموالهم، ولما ثار الجنود في حامية (ميرت) بسبب إجبار الضباط الإنجليز لهم على استعمال دهن الخنزير والبقر في تشحيم البنادق (لأن المسلمين يحرمون الخنزير، والهندوس يحرمون البقر فثاروا معا ضد الإنجليز) إتصل بهم الشيخ رحمت الله ووضع لهم خطة الوصول إلى دلهي، وكان يعاونه في ذلك د/محمد وزير خان ومولوي فيض أحمد بدايوني، كما كان يعاونه العالم العلامة إمداد الله الفاروقي لتنظيم الثورة في مديرية (شاملي وكيرانه). ولما تضايق الثوار في دلهي تحرك إليها الشيخ رحمت الله من معسكره في (نجيب آباد) ومعه مئتا جندي، وكان له دور كبير في قيادة مجاهدي (شاملي وكيرانه) حيث نظمت فرق الجهاد ووزعت الأسلحة وأقيمت التحصينات القوية في وجه الجيش الإنجليزي، وكان مساعده فيهما (عظيم الدين) لأن الحاج إمداد الله تولى قيادة المجاهدين في منطقة (تهانة بهون) بمساعدة الأستاذ عبد الحكيم التهانوي. كانت أسلحة المجاهدين بسيطة لا تقاس بأسلحة الإنجليز، لكن أعنف المعارك وأكثرها خسارة في الجيش الإنجليزي تلك المعارك التي خاضها المجاهدون والعلماء، باذلين أرواحهم دفاعا عن دينهم، وقد اعترف الإنجليز بذلك في كتاباتهم وفي رسائلهم لأهليهم، وقد كان (حنقهم شديدا على المسلمين وأهل الخطر منهم، ومن له شأن في المجتمع الهندي، يعلقونهم على المشانق، ويقتلونهم بتعذيب وإهانة، ويبحثون عن كل من كان له كلمة مسموعة أو نفوذ في المجتمع، وكان من ضمنهم وفي مقدمتهم الشيخ رحمت الله الكيرانوي الذي انتصر عليهم في المعركة الدينية، وأسهم في الكفاح ضدهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق